top of page
عند إقتراح العمل على مشروع "سدّ الفجوات في ظل جائحة كورونا" لأول مرة،كان الأمر شبه ضبابيّ لم نفهم مِنهُ سوى بأنَّه علينا مُعالجة مشاكل الطلاب التعليميّة في موضوع الرياضيات التي نجمت بسبب أزمة كورونا، بحيث كانت الكلمات التي تترّدد دائمًا عند الحديث في سياق هذا المشروع هي: تدريس/ تذكير، تقييم، تشخيص وَ مُعالجة، لكن ما المقصود بكل مُصطلح وَ آلية تطبيقه في المشروع كانت غامضة...
الصعوبة الأولى التي واجهناها كانت في فهم المشروع ذاتِهِ وَ كيفية سيرورته، ففي البداية قررنا بأن النهج الذي سنتبعه لسدّ الفجوات هو التقييم، التشخيص والمُعالجة فقط لكن، بعد المناقشات التي كنا نُجريها مع المرشدين التربويين توصلنا إلى أنّه يجب أن يكون قبل بداية تقييم موضوعٍ ما تذكير أو فعالية تدريسيّة تساعده على استرجاع أهم النقاط التي تعلّمها حوله.
كتجربة أوليّة بدأنا بتطبيق فكرة هذا المشروع في بعض الصفوف التي نُدرّسها ضمن مساق التطبيقات العمليّة، بحيث قُمنا بتمرير أوراق تقييميّة حول مواضيع عينيّة لكي نفحص مدى فهمهم، لكن بعد اطّلاعنا على تقارير النتائج توصلنا إلى أن هذا النوع من التقييمات غير ناجعة وَغير مُجديّة كوننا كُنا نقوم ببناء ورقة عمل تقييميّة تتضمن عدة أسئلة مُتشعبة وَ بمستويات مُختلفة وَ من هنا رأينا بأن هذا المبنى للأوراق التقييميّة غير مُناسب وَ توصلنا إلى حل لهذا وَهو بأنه قُمنا بتقسيم التقييم إلى 3 مُستويات مُختلفة: ورقة عمل (1)-تقييم أساسي، ورقة عمل (2)-تقييم الفهمْ وَورقة عمل (3)-تقييم تفكير بمستوى عالٍ وَبالفعل بدأنا بتطبيق هذا الحل لمدة شهر إلا أنَّه واجهتنا مُشكلة أخرى مُتعلّقة بورقة تقييم أساسي من جانب تدريج الأسئلة وَدمج الكسور فيها والأعداد السالبة وَ... لذلك اضطرينا أن نقوم بتقسيم ورقة تقييم الأساسي أيضًا إلى عدة أوراق عمل أخرى تفحص مدى فهم الطالب وَكيفية تعامله مع أسئلة مُتنوّعة تشكل الكسور مَثلًا...
teaching
عملية التقييم كانت تتم من خلال استخدام أدوات رقميّة، بحيث كانت عملية البحث عن أداة رقمية تفي بالشروط التي نريدها كان صعب جدًا وَخاصةً بأنَّ الشرط الأول الذي نريده أن يتحقق بهذه الأداة هو أن تقوم بتحليل نتائج الطلاب عند الحلّ وَترتيبها في تقارير محوسبة تُساعدنا في عملية التشخيص.
بدايةً، قُمنا بالبحث عن أدوات تُساعدنا على تحليل نتائج الطُلاب لتشخيصهم والتي كانت kahoot وَ Quizizz لكن كانت الأداة الرقميّة kahoot مُحدّدة في أنواع أسئلة مُعيّنة وَهي أسئلة ذو اختيارات وأسئلة صح أم خطأ أيّ لم يكن هنالك إمكانية لوضع أسئلة مفتوحة كونها تحتاج إلى دفع نقود، وَبهذا تنازلنا عن استخدام هذه الأداة كوننا نريد أداة تمنح الطالب فرصة للتعليل وَ شرح إجابته.
بالمُقابل، بدأنا باستخدام الأداة الرقميّة Quizizz والتي تُعتبر أداة ناجعة وَ فعالة جدًّا بحيث تفي بالغرض الذي نستخدمها لأجلها فيُمكن من خلالها بناء أسئلة مُتعددة الخيارات، مفتوحة، أسئلة صح أم خطأ بالإضافة إلى كونها تقوم بتحليل اجابات الطُلاب من خلال ترتيبها في تقارير محوسبة تُفصّل أداء كل طالب على حدى في الأسئلة وَ أيضًا تُعطي معلومات عن أداء الطُلاب في كل سؤال.
بعد أن استخدمنا الأداة الرقميّة Quizizz بدأنا بالبحث عن أدوات أخرى تشبهها لكي لا نستخدم نفس الأداة، وبالتالي يشعروا الطُلاب بالملّل وَتوصلنا إلى الأداة الرقميّة Nearpod.
الأداة الرقميّة Neorpod من بين جميع الأدوات التي قُمنا بالانكشاف عليها كانت هي الأكثر نجاعة وَ فعاليّة بحيث تُتيح كتابة أسئلة مُتنوّعة مثل: أسئلة مُغلقة، مفتوحة، أكمل الناقص، صح أم خطأ، أسئلة مُلائمة، إضافة مُحاكاة، استفتاء، امكانية الرسم، لعبة الذاكرة، لعبة التخييم... بالإضافة إلى امكانية تحميل تقارير حول أداء الطُلاب في الأسئلة وأداء كل طالب أيضًا على حدى.
بالإضافة إلى هذه الأدوات قُمنا أيضًا باستخدام Wizer me وهي عبارة عن ورقة عمل محوسبة، المُميّز بهذِهِ الأداة يُمكن للطالب عند الإجابة على الأسئلة المفتوحة استخدام أيقونات تظهر عندِهِ تُساعده على كتابة رياضيّة سليمة، لكن واجهنا صعوبة في هذه الأداة وهي أنَّ تقارير التشخيص لا نستطيع تحميلها إلا من خلال دفع نقود، وَأيضًا استخدمنا GoogleForm هذه الأداة كانت تفي بالغرض الذي نريد تحقيقُهُ على الرغم من المحدوديّة في كتابة الأسئلة.
للتذكير قُمنا باستخدام PowerPoint وَ Emaze برنامج PowerPoint كان ناجع جدًّا استطعنا من خلاله بناء التذكير في الدرس الثاني "وظيفة البارامتر b"، بينما في الأداة الرقميّة Emaze واجهنا فيها صعوبة في اجراء حركات (Animation) ووضع صور مُتحركة وهنا اضطرينا الى استخدام برنامج GeoGebra.
خلال سيّرورة مناقشتنا في البداية لبناء نموذج للتشخيص نقوم من خلاله بتوّقع خطأ الطالب وإعطاء تفسيبرات مُحتملة لهذه الأخطاء توصلنا إلى أن يتضمن هذا التشخيص: السؤال، الاجابات المتوقعة للطالب، اسباب مُحتملة للخطأ، لكن نحنُ أعضاء المجموعة اتفقنا أيضًا أن نضيف عامود آخر تحت عنوان ماهية الخطـأ من خلال لبس قبعة طالب وَالتفكير في كيفية حل الأسئلة مثله.
بعد بناء الوحدة وَعرضها أمام المجموعة الكبيرة والمرشديين التربويين رأى مرشدنا التربويّ بأنّه يجب إضافة عامود آخر للإجابة الصحيحة للسؤال لكي نستطيع المُقارنة بين الجواب الصحيح والأجوبة الخاطئة التي يختارها الطُلاب وبالتالي اضطرينا أن نعدلّ جدول التشخيص وَ إضافة العامود.
خلال العمل على عملية المُعالجة لكل درس كانت تواجهنا صعوبة في كيفية اختيار الآلية الصحيحة والمُناسبة لمعالجة أخطاء الطُلاب على الرغم من أنه يوجد بين أيدينا عدة آليات للمُعالجة توصلنا اليها بعد تفكير وَمناقشة مُطوّلة مع المرشد وهي: عارضة من خلالها نبيّن للطالب حلول كاملة لكيفية التوصل للاجابات الخاطئة وأيضًا الصحيحة وعليهم اكتشاف الخطأ في كل حل، وَأيضًا العلاج عن طريق آبلتات جيوجبرا.
هاتين الطريقتين حاولنا في هذه الوحدة معالجة الأخطاء وِفْقهُما، لكن مؤخرًا كَشَفَنا المرشد على طريقة علاجيّة أخرى، تُدعى "طريقة سُقراط" والتي تعتمد على تذكير الطالب في معرفتِهِ السابقة والتي من خلالها يتم استدراجه لاكتشاف الخطأ بنفسِهِ.
خلال سيّرورة بناء الوحدة والتخطيط لها اقترح علينا المَرشد بأن بكون فهرس الوحدة مُقسَّم وفق التالي: تذكير، تقييم، تشخيص وَمُعالجة لكل درس نقوم ببناءِهِ، لكن نحن أعضاء المجموعة رأينا بأنَّ هذا القالب غير مُلائم كونه يُصعِّب عملية الوصول الى المواد في الموقع،فعند دخول المُعلم إليه لا يرى عناوين الدروس أمامه وَمِن هنا كان اقتراحنا بأن يكون فهرس وِحْدَتنا مُقَسَّم وفق أسماء الدروس بحيثُ درس يتضمن: تذكير، تقييم، تشخيص وَمُعالجة.
بعد الانتهاء من التخطيط لكيفيّة تمرير التذكير، التقييم، التشخيص والمُعالجة بدأنا بالتفكير حول كيفية تمريرهنَّ في الدروس من خلال بناء خطة ناجعة لكل درس (بحيث كل درس يتّم تمريره على 4 حصص) تُمَكنَنا من تحقيق هدفنا السامي وَهو "سدّ الفجوات التعليميّة لدى الطُلاب". بدأنا بتخطيط الدروس وفق المبنى التقليديّ وهو: افتتاحية، صلب الدرس والاجمال لكن أجرينا تعديل على المُسميّات بحيث استبدلنا الافتتاحية بالتذكير، صلب الدرس بالتقييم والتشخيص والاجمال بالمُعالجة، لكن خلال العمل على كتابة أول خُطة لاحظنا بأنَّ هذا المبنى صعب تطبيقه على أرض الواقع والتسلسل غير جليّ، وبالتالي لا نجني الثمار المرجوة من هذا وَمن هنا بدأنا كمجموعة بالتفكير في كيفية تغيير ذلك وفي النهاية توصلنا إلى تغيير في مبنى الوحدة من خلال التبديل بين الأسطر(تذكير، تقييم، تشخيص وَمعالجة) والأعمدة(درس 1، درس 2، ...) بحيث يكون سهل للمُعلم مُشاهدة تسلسُل سيّرورة الدرس بشكلٍ واضح.
بعد اعتماد هذا القالب والذي مبني على تسلسل تذكير، تقييم، تشخيص وَ مُعالجة بشكلٍ ترتيبي اكتشفنا بعد تمرير إحدى الحصص وفقَهُ بأنَّهُ غير ناجع كون المُعالجة تأتي في المرحلة الأخيرة بعد انتهاء الطالب من حل ورقة التقييم والتي يُمكن أن يستمر حلَّها حصة كاملة وبالتالي المُعالجة تكون في الحصة التالية الأمر الذي مُمكن أن يجعل الطالب ينسى ما تم تمريره في الحصة السابقة وَمن هنا توصلنا بأن تكون المُعالجة فوريّة أيّ أن يحل الطالب سؤال أو سؤالين من ورقة التقييم ثم بعدها بشكلٍ فوريّ نقوم بمناقشة الأجوبة التي كتبها البعض وَمعالجتها على الفور، صحيح بأنَّ هذا يتطلّب من المُعلم تحضير مُسبَق كونه عليه توّقُع الأخطاء التي ممكن أن يقعوا بها الطُلاب وَيحضر فعاليات علاجيّة لذلك إلا أنَها أنجع بكثير من مُعالجة جميع الأسئلة التقييمية في حصة واحدة وَخاصةً بأنَّ الورقة التقييميّة مُدرّجة وَتعتمد على معرفة عينيّة للطالب في موضوع مُعيّن وبالتالي عند مُعالجة مفهوم خاطئ في أول سؤالين مثلًا لدى الطالب مُمكن أن نفحص من خلال الأسئلة المُتبقيّة الأخرى هل بالفعل الطالب فَهِمَ أم لا وَهل أيضًا كانت أداة المُعالجة ناجعة أم لا...
وَختامًا، المشروع لم ينتهي بَعدْ وَ حجم المعرفة التي تلقناها والأمور التي تعلمناها وانكشفنا عليها لأول مرة حتى الآن كثيرة، بدايةً من عنوان المشروع "سدّ الفجوات" والذي بتحقيقهِ سيدفع بالعملية التعليميّة إلى الأمام، إلى كيفية التخطيط وتمرير الدروس، لا شكَّ بأنَّ الصعوبات التي واجهناها جعلتنا نكشِف جوانب أخرى لهذا المَشروع لم تَكُن واضحة لدينا مِن قَبل، والتي بدورِها كانت مُفتاح لفتح أبواب آفاقنا...
لم ننتهي بَعد، ما زلنا نبحث، نعمل وَنجتهد حتى نصل إلى هدفنا المنشود مِن كل هذا، فلا الرحلة ابتدأت وَ لا الدرب انتهى.
يتبع...
bottom of page